أهالي غزة يؤدون صلاة عيد الفطر وسط الركام الظهيرة
أهالي غزة يؤدون صلاة عيد الفطر وسط الركام: صمود وإيمان في وجه الدمار
في قلب الركام، وبين أنقاض المنازل المهدمة، وتحت سماء ملبدة بغيوم الحزن، أشرقت شمس عيد الفطر على أهل غزة. عيدٌ يأتي هذا العام محملاً بمرارة الفقد، ورائحة الدم، وصدى القصف، لكنه لم يتمكن من إخماد جذوة الإيمان والأمل في قلوبهم. الفيديو المعروض على يوتيوب تحت عنوان أهالي غزة يؤدون صلاة عيد الفطر وسط الركام الظهيرة ( https://www.youtube.com/watch?v=MnhMTnup9sM ) يجسد هذه اللحظات المؤثرة، ويرسم صورة حية عن الصمود الأسطوري الذي يتحلى به الشعب الفلسطيني في مواجهة المحن.
الفيديو، الذي انتشر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر جموعاً من المصلين، رجالاً ونساءً وأطفالاً، وقد افترشوا الأرض المغطاة بالأنقاض، يؤدون صلاة العيد. وجوههم تعكس مزيجاً من الحزن والخشوع، لكنها أيضاً تنطق بالإصرار على الحياة، والتحدي لكل الظروف القاسية التي يمرون بها. لا توجد مساجد أو ساحات مجهزة، بل ساحة واسعة من الركام تحولت إلى مصلى جماعي، ليشهد العالم على أن الإيمان بالله أقوى من أي سلاح، وأن الأمل لا يزال ينبض في قلوب هؤلاء الذين فقدوا كل شيء.
الكلمات تعجز عن وصف المشهد، فالصورة أبلغ من ألف كلمة. ترى الأطفال يلعبون بين الأنقاض بعد الصلاة، وكأنهم يحاولون استعادة بعض من طفولتهم المسروقة. ترى كبار السن يجلسون القرفصاء، يتلون القرآن، ويستغفرون الله، وكأنهم يطلبون منه العون والصبر. ترى النساء يتبادلن التهاني، ويواسين بعضهن البعض، وكأنهم يجددن العهد على التماسك والتكاتف. كل هذه المشاهد تترجم معنى الصمود الحقيقي، وتعكس قوة الروح التي يتمتع بها أهل غزة.
إن صلاة العيد في الركام ليست مجرد طقس ديني، بل هي رسالة قوية إلى العالم أجمع. رسالة مفادها أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم، ولن ييأس، ولن يتخلى عن حقه في الحياة الكريمة. رسالة تؤكد أن الإيمان بالله هو السلاح الأقوى في مواجهة الظلم والقهر. رسالة تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف العدوان على غزة، ورفع الحصار الظالم، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
الفيديو يثير العديد من الأسئلة والتساؤلات. كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يصلوا في مثل هذه الظروف؟ من أين يستمدون هذه القوة وهذا الصبر؟ كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يقف متفرجاً على هذه المأساة؟ هذه الأسئلة يجب أن تدفعنا جميعاً إلى التفكير العميق في مسؤوليتنا تجاه هؤلاء الضحايا، وإلى العمل الجاد من أجل تحقيق العدالة والسلام في فلسطين.
إن مشاهد الدمار والخراب في غزة، والتي تتكرر في كل عدوان، يجب أن تكون جرس إنذار للعالم أجمع. يجب أن يتوقف هذا العبث بأرواح الأبرياء، وأن تتوقف هذه المجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني. يجب أن يعلم القائمون على هذه الجرائم أنهم لن يفلتوا من العقاب، وأن التاريخ لن يرحمهم.
إن صلاة العيد في الركام هي أيضاً دعوة إلى الوحدة والتكاتف بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني. يجب أن يتحدوا صفوفهم، وأن ينسوا خلافاتهم، وأن يعملوا معاً من أجل تحقيق هدفهم المشترك وهو الحرية والاستقلال. يجب أن يكونوا يداً واحدة في مواجهة العدو، وأن يثبتوا للعالم أنهم قادرون على تحقيق النصر.
الفيديو يذكرنا أيضاً بأهمية الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني. هؤلاء الناس بحاجة إلى كل أنواع المساعدة، من الغذاء والدواء إلى المأوى والملابس. يجب على المنظمات الإنسانية والدولية أن تبذل قصارى جهدها لتقديم المساعدة العاجلة لهؤلاء الضحايا، وتخفيف معاناتهم. يجب أن نتذكر دائماً أن واجبنا الإنساني يقتضي علينا الوقوف إلى جانب المحتاجين، وتقديم العون لهم في كل الظروف.
في الختام، فيديو أهالي غزة يؤدون صلاة عيد الفطر وسط الركام الظهيرة هو وثيقة تاريخية مهمة، تسجل لحظات من الصمود والإيمان في وجه الدمار. هو تذكير لنا جميعاً بأهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني، والعمل من أجل تحقيق العدالة والسلام في فلسطين. هو دعوة إلى الإنسانية جمعاء للوقوف في وجه الظلم والقهر، والدفاع عن حقوق الإنسان. يجب أن نشاهد هذا الفيديو، وأن نتأمل في معانيه، وأن نستلهم منه العبر، وأن نعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للجميع.
إن رؤية هذا الفيديو، ورؤية هذه الجموع التي أبت إلا أن تحتفل بالعيد رغم كل شيء، يبعث فينا الأمل. أمل في أن النصر قادم لا محالة، وأن الشعب الفلسطيني سينتصر في النهاية على الظلم والقهر. أمل في أن غزة ستعود أجمل مما كانت عليه، وأن أهلها سيعيشون في سلام وأمان. هذا الأمل يجب أن يدفعنا إلى العمل الجاد من أجل تحقيق هذا الحلم، ومن أجل بناء مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
نسأل الله أن يتقبل صلاتهم، وأن يرحم شهداءهم، وأن يشفي جرحاهم، وأن يعينهم على تحمل هذه المحنة. ونسأله أن يفرج عنهم، وأن ينصرهم على عدوهم، وأن يعيد إليهم أرضهم وكرامتهم.
عيد سعيد على كل من آمن بالحرية، وعلى كل من ساند الحق، وعلى كل من تضامن مع الشعب الفلسطيني.
مقالات مرتبطة
Youtube
مدة القراءة